ولما مات، لم يوجد ما يكفَّن فيه، ولا ما يسخَّن فيه الماء؛ لأن عياضًا كاتبَ الوليد ختم على جميع موجوده للوليد، فاستعاروا له من الجيران قُمْقُمًا لتسخين الماء، وكان له ألفُ تكَّة للسراويلات، وعشرة آلاف قميص، فكفنه خادمٌ له من ماله.
وهذه موعظة عظيمة لمن تيقظ وتبصَّر.
وكان له من الولد عشرة ذكور وبنات، والله أعلم.
وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
* * *
[* خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك *]
هو أبو العباس، الوليدُ بن يزيدَ بن عبد الملك، وأمُّه بنت محمدِ بنِ يوسفَ الثقفيِّ أخي الحجاجِ بن يوسف.
كان مقيمًا في البرية بالأزرق؛ خوفًا من هشام، وكان في أسوأ حال في ذلك الموضع، ولما اشتد الضيق، أتاه الفرجُ بموت هشام.
وكان أبيض اللون، ربعة، قد وَخَطَه الشيب.
بويع بعد عمه هشام بعهد أبيه إليه بعد عمه، لِسِتٍّ مضين من ربيع الآخر، سنة خمس وعشرين ومئة، بعد أن جاوز الأربعين، ولم يلِ الخلافة من ولد عبد الملك أكبرُ منه.
وكان شاعرًا فصيحًا، مُجيدًا لركوب الخيل، وكان مصروفَ الهمة