وماتت أمه بعده بسبعة أشهر وثمانية أيام، بعد مصادرات ونوازل، ولم يكن لامرأة من الخير ما كان لزبيدةَ ولها بعدَها، وكانت مواظبة على صلاح شأن الحج، وإنفاذ خزانة الطب والأشربة إلى الحرمين، وإصلاح المصانع والحياض، وكان يرتفع لها من ضياعها ألف ألف دينار في كل سنة تتصدق بأكثرها.
وكان له من الأولاد: اثنا عشر ولدًا ذكورًا.
وكان من وزرائه: أبو الحسن بن الفُرات، وكان كريمًا، ثم عُبيد الله ابن خاقان، وكان جواداً كريماً، ثم عليُّ بن عيسى بن داود بن الجراح، وكان موصوفا بالعلم والدين، خدم الخلفاء سبعين سنة، لم يُزل فيها نعمةَ أحد، ولم يقتل أحدًا، ولم يسعَ في دمه، فبقيت عليه نعمتُه، وعلى ولده، بعد أن شُحِذَت له المُدى، فدفع الله عنه، ولم يهتك قَطُّ لأحدٍ حرمة، فلم يهتك الله له حرمة.
وقيل مكتوب على خاتمه: لله صنعٌ خفي في كل أمر تخاف.
- رحمه الله تعالى -.
* * *
[خلافة القاهر بالله]
أبي منصور هو محمدُ بنُ المعتضد، وأمه قبول أُمُّ وَلَد.
بويع له يوم الخميس، لليلتين بقيتا من شوال، سنة عشرين وثلاث مئة، بعد أن بقيت بغداد يومين بغير خليفة.