وارتكب المحذورات، واستحسن القبائح المحظورات، فابتهج الناس بقتله.
وكان ربعة، شديد الأدمة، جاحظ العين، حسن الخط.
وكانت مدته تسعاً وعشرين سنة، وخمسة أشهر، وخمسة عشر يوماً، وعمره أربعاً وثلاثين سنة.
وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
* * *
[خلافة الحافظ لدين الله]
هو أبو الميمون، عبدُ المجيد بنُ أبي القاسم بنِ المستنصر بالله.
ولم يُبايع أولاً بالخلافة، بل كان على صورة نائب، لانتظار حمل يظهر للآمر.
ولما تولى الحافظ، استوزر أبا علي أحمدَ بنَ الأفضل بن بدر الجمالي، فاستبدَّ بالأمر، وتغلب على الحافظ، وخطب لنفسه، وحجر عليه، ونقل أبو علي ما كان بالقصر من الأموال إلى داره.
ولم يزل الأمر كذلك إلى سنة ست وعشرين وخمس مئة، فقُتل أبو علي الوزير المذكور، وكان قد قطع خطبةَ الحافظ، وخطب لنفسه خاصة، وقطع من الأذان: حيّ على خير العمل، فنفرت منه قلوب شيعة العلويين، وثار به جماعة المماليك وهو يلعب بالكرة، فقتلوه، ونهبوا