خمس ومئة، فكانت مدة خلافته أربع سنين، وشهرًا، وعمره أربعون سنة، وقيل غير ذلك.
وكان أخوه هشام بالرصافة في دُويرةٍ له صغيرة، فأتاه البريد بالعصا والخاتم، وسُلِّم عليه بالخلافة، فسار حتى أتى دمشق، وولي الخلافة، والله أعلم.
وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
* * *
* خلافة المنصور هشامِ بنِ عبد الملك بنِ مروان
هو أبو الوليد، هشامُ بن عبد الملك بن مروان، وأمُّه فاطمةُ بنت هشامٍ المخزوميّ، وكان أبيضَ مُشْرَبًا بصفرة، أحولَ، يخضب بالسواد، بويع له بعد أخيه يزيد بعهده له، لخمس بقين من شعبان، سنة خمس ومئة، وعمره أربعًا وثلاثين سنة، وأشهرًا.
وكان أعظمَ ملكٍ في بني أمية، دانت له البلاد، وأدَّت إليه الجزيةَ الأُممُ، وكانت له سياسة حسنة، يباشر الأمور بنفسه، غير أنه كان فَظًّا غليظًا، كثيرَ البُخل كوالدِه، وكان له من الطراز والستور والكسوة ما لم يكن لأحد من قبله، ولما حجَّ، حمل ثيابَ بدنه على لست مئة جمل، وكان قليل المعروف جدًا، لم ير الناس زمانا أشدَّ من زمانه، وكان أحولَ - كما تقدم -، فقال يومًا لمن حضر مجلسه: من سبّني ولم يفحش،