٣١٤ - أبو عُبيد القاسم بن سلَّام - بتشديد اللام -: وكان أبوه عبدًا روميًا لرجل من أهل هراة، واشتغل أبو عبيد بالحديث والأدب والفقه، وكان ذا دين وسيرة جميلة، ومذهب حسن، وفضل بارع، وولي القضاء بمدينة طرسوس ثماني عشرة سنة، وله مصنفات نافعة في القرآن والحديث والفقه.
وقال الهلال الرقي: مَنَّ الله تعالى على هذه الأمة بأربعة في زمانهم: بالشافعي - رضي الله عنه -؛ تفقه في علم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأحمدَ بن حنبل - رضي الله عنه -؛ ثبت في المحنة، ولولا ذاك لكفر الناس، ويحيى بن معين؛ نفى الكذب عن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبأبي عبيد القاسم؛ فسَّر غريب الحديث، ولولا ذاك لاقتحم الناسُ الخطأ.
وكان له هيبة ووقار، قدم بغداد، فسمع الناس منه كتبه، ثم حج، ومات بمكة المشرفة، وقيل: بالمدينة الشريفة، بعد فراغه من الحج سنة اثنتين أو ثلاث وعشرين ومئتين، وقيل: في المحرم، سنة أربع وعشرين، ودفن في دور جعفر، ومولده بهراة.