الملك المظفر قطز في إنسان، فأجابه إلى ذلك، فأهوى ليقبل يده، وقبض عليها، فحمل عليه بيبرس البندقداري حينئذ، وضربه بالسيف، واجتمعوا عليه، ورموه عن فرسه، ثم قتلوه بالنشاب، وذلك في سابع عشر ذي القعدة، سنة ثمان وخمسين وست مئة، فكانت مدة ملكه أحد عشر شهرًا، وثلاثة عشر يوماً، وسار بيبرس وأولئك بعد مقتله حتى وصلوا الدهليز بالصالحية.
* * *
[سلطنة الملك الظاهر بيبرس البندقداري]
هو ركن الدين أبو الفتح بيبرس الصالحيُّ النجميُّ، لما وصل هو والجماعة الذين قتلوا الملك المظفر قطز إلى الدهليز المتقدم بالصالحية، جلس الظاهر بيبرس في مرتبة السلطنة، واستدعيت العساكر للتحليف، فحلفوا له في اليوم الذي قتل فيه قطز، واستقر في السلطنة، وتلقب بالملك القاهر ركن الدين بيبرس الصالحي، ثم بعد ذلك غير لقبه عن الملك القاهر، وتلقب بالملك الظاهر؛ لأنه بلغه أنه لقب غير مبارك، ما تلقب به أحد فطالت مدتُه، وكان الملك الظاهر قد سأل من قطز النيابة بحلب، فلم يجبه إليها؛ ليكون ما قدره الله تعالى.
ولما حلف الناس للملك الظاهر بالصالحية، ساق في جماعة من أصحابه، وسبق العسكر إلى قلعة الجبل، ففتحت له، ودخلها، واستقرت قدمه في المملكة، وكانت قد زينت مصر والقاهرة لمقدم قطز، فاستمرت