في الحصار لانتزاع دمشق منه، أجاب الملك الكامل الأنبرطون الفرنجي إلى تسليم القدس، فتسلَّمها في ربيع الآخر - كما يأتي ذكره في ترجمة الكامل -.
وفي هذه السنة توفي الملك المسعود بن الكامل صاحب اليمن، وكان قد مرض، فكره المقام باليمن، وعزم على مفارقته، وسار إلى مكة، وهي له، فتوفي بمكة، ودفن بالمعلى، وعمره ست وعشرون سنة، وكانت مدة ملكه اليمن أربع عشرة سنة، وخلَّف ولداً صغيراً اسمه - أيضًا - يوسف، مات في سلطنة الصالح أيوب صاحب مصر، وخلف يوسفُ ولداً صغيراً اسمه موسى، ولقب: الملك الأشرف، وهو الذي تسلطن بمصر فيما بعد، وأقامه الترك في مملكة مصر بعد قتل المعظم ابن الصالح بن الكامل، وكان الأشرف موسى المذكور هو آخر ملوك مصر من بني أيوب.
وفي هذه السنة، وهي سنة ست وعشرين وست مئة استولى الملك محمود ابن الملك المنصور محمد على حماة، وانتزعها من أخيه الملك الناصر قليج أرسلان بعناية الملك الكامل، وكان ذلك في العشر الأخير من رمضان، وكان مدة ملك الناصر حماة تسع سنين إلا نحو شهرين، وفيها ملك الملك المظفر حماة، كان عمره يومئذ نحو سبع وعشرين سنة؛ لأن مولده سنة تسع وتسعين وخمس مئة، وكان أخوه الناصر أصغر منه بسنة.
ثم إن الملك الكامل رسم للملك المظفر أن يعطي أخاه الناصر