للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأمر الملكُ العادل المباشرين لحصارها بتسلمها (١)، فتسلموا الكرك، والشوبك، وما بتلك الجهات من البلاد.

ثم سار السلطان من دمشق إلى صفد، فحصرها، وتسلمها بالأمان، ثم سار إلى كوكب، وتسلمها بالأمان.

ثم سار السلطان إلى القدس، فعيَّد فيه عيد الأضحى، ثم سار إلى عكا، فأقام بها حتى انسلخت السنة.

ثم وقع للسلطان بعد ذلك غزوات ووقعات مع الفرنج يطول شرحها.

وفي سنة سبع وثمانين وخمس مئة: رأى السلطان تخريب عسقلان مصلحة؛ لئلا يأخذها الفرنج، فسار إليها، وأخلاها، وأخربها، فدكها إلى الأرض، ثم رحل عنها ثاني عشر رمضان إلى الرملة، فخرب حصنها، وخرب كنيسة لُدّ، ثم سار إلى القدس، وقرر أموره، وعاد إلى مخيمه بالبطرون، ثم سار إلى القدس، لسبع بقين من ذي القعدة، ونزل داخل البلد، واستراحوا مما كانوا فيه، وأخذ السلطان في تعمير القدس وتحصينه، وأمر العسكر بنقل الحجارة، وكان السلطان ينقل الحجارة بنفسه على فرسه؛ ليقتدي به العسكر، فكان يُجمع عند العمال (٢) في اليوم الواحد ما يكفيهم لعدة أيام.


(١) في الأصل: "بتسليمها".
(٢) في الأصل: "العمالين".