وتولية أخيه المعتز؛ لمحبته في أمه، فوجد المنتصرُ على أبيه في نفسه، واتفق مع الترك على قتل أبيه، فدخلوا عليه وهو مع وزيره في خلوة في الليل، فقطعوهما بالسيوف.
وكان من الاتفاق العجيب: أن المتوكل قد أُهدي له سيف من البحرين قاطع لم يَرَ أحدٌ مثلَه، فعرضه على جميع حاشيته، وكلٌّ يتمناه، فقال المتوكل: لا يصلح هذا السيف إلا لساعد ماعز التركي، فوهبه له دونَ غيره، فاتفق أنه كان أولَ من دخل عليه، فضربه به، فقطع حبلَ عاتقه، ثم تناولوه بالسيوف، فقطعوه هو والفتح قطعا، حتى اختلطت لحومُهما، ودُفنا معًا.
وكانت وفاة المتوكل بِسُرَّ من رأى، ليلة الأربعاء، لثلاثٍ خلون من شوال، سنة سبع وأربعين ومئتين، وله إحدى وأربعون سنة، ودُفِن في القصر الجعفري، فكانت خلافته أربع عشرة سنة، وعشرة أشهر، وثلاثة أيام، والله أعلم.
ورآه بعضُهم في النوم وهو بين يدي الله عز وجل، فقال له: ما تصنع ها هنا؟ فقال: انتظر محمدًا ابني، أخاصمُه بين يدي الله تعالى.
وصلَّى الله على سيدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
* * *
خلافة المنتصر محمدِ بنِ جعفر
هو أبو جعفر، محمدُ بنُ جعفرٍ المتوكلِ، وأمّه رومية.