هو أمير المؤمنين، أبو الربيع سليمانُ بنُ المتوكل على الله مولده في حدود التسعين وسبع مئة، بويع بالخلافة بعد وفاة أخيه المعتضد بالله في يوم الخميس، تاسع شهر ربيع الأول، سنة خمس وأربعين وثمان مئه، بعهد منه، وشهد له أنه ما ارتكب كبيرة ولا صغيرة في عمره، فكتب في تقليده:{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ}[النمل: ١٦].
وكان رجلاً جيداً، خَيِّراً، دَيِّناً، عليه سكينة ووقار، وحسنُ سمت وهدي، سكونا، وقوراً، كثير الصلاة والتلاوة، والخوف والمراقبة والخشوع، لينَ العريكة، سهلَ الانقياد، من خيار المسلمين، رقيق الوجه، خفيفَ العارضين، ربعةً.
وسمع مع أخيه على مشايخه المتقدم ذكرهم في ترجمته، وهم: البرهان الشامي، والزين العراقي، والبلقيني، والهيثمي، وطبقتهم.
أقام إلى أن توفي يوم الجمعة، ثاني المحرم، سنة خمس وخمسين، وقيل: في أواخر ذي الحجة، سنة أربع وخمسين وثمان مئة، واستمر خليفة نحو عشر سنين، وعاصره في خلافته الملكُ الظاهر جقمق، وفي سلطنته توفي، ولم يعهد بالخلافة لأحد - رحمه الله -.