ولما دخلت سنة اثنان وثمانون وست مئة: كان صاحب مصر الملك المنصور قلاوون.
وفي هذه السنة توفي الملك المنصور ناصر الدين أبو المعالي محمد ابن الملك المظفر محمود بن المنصور محمد بن المظفر عمر بن شاهنشاه ابن أيوب صاحب حماة - رحمه الله تعالى -، توفي بكرة حادي عشر شوال، وكانت ولادته في الساعة الخامسة من يوم الخميس، لليلتين بقيتا من ربيع الأول، سنة اثنتين وثلاثين وست مئة، فيكون عمره إحدى وخمسين سنة، وستة أشهر، وأربعة عشر يوماً.
وكان ذلك يوم السبت، ثامن جمادى الأولى، سنة اثنتين وأربعين ولست مئة، وهو اليوم الذي توفي فيه والده الملك المظفر محمود، فيكون مدة ملكه إحدى وأربعين سنة، وخمسة أشهر، وأربعة أيام، واستقر في الملك بعده ولده الملك المظفر محمود، بتقليد الملك المنصور قلاوون، في العشر الآخر من شوال، سنة ثلاث وثمانين ولست مئة، وأرسل إليه وإلى عمه الملك الأفضل التشاريف، وركب بشعار السلطنة.
وفي سنة اثنتين وتسعين وست مئة: توفي الملك الأفضل نور الدين علي ابن الملك المظفر محمود، وهو والد الملك المؤيد صاحب حماة مصنّف "التاريخ"، توفي في ذي القعدة بدمشق، ونقل إلى حماة.
ولما دخلت سنة ثمان وتسعين وست مئة: كان صاحب مصر المنصور لاجين إلى ربيع الآخر، واستقر بعده الملك الناصر محمد بن