لما كان في أوائل [ذي] الحجة، سنة سبع وخمسين وست مئة: قبض سيف الدين قطز على ولد أستاذه الملك المنصور نور الدين علي ابن المعز أيبك، وخلعه من السلطنة، واستقل قطز في ملك الديار المصرية، وتلقب بالملك المظفر.
ثم عزم على الخروج إلى الشام، بسبب قتال التتر لما استولوا على المملكة الشامية، فسار من الديار المصرية في أوائل رمضان، سنة ثمان وخمسين وست مئة، فدخل إلى الشام، وانهزم التتر هزيمة قبيحة، وقتل مقدمهم كتبغا، وانتصر عسكر الإسلام.
ثم قرر الملك المظفر قطز أمر الشام، وسار إلى جهة البلاد المصرية.
وكان قد اتفق بيبرس البندقداري الصالحي مع أنص مملوكِ نجم الدين الرومي الصالحي، والهاروني، وعلم الدين طغان أوغلي على قتل المظفر قطز، وساروا معه يتوقعون الفرصة، فلما وصل قطز إلى القصير بطرف الرمل، وبينه وبين الصالحية مرحلة، وقد سبق الدهليز والعسكر إلى الصالحية، فبينما قطز يسير، إذ قامت أرنب بين يديه، فساق عليها، وساق هؤلاء المذكورون معه، فلما أبعدوا، تقدم إليه أنص، وشفع عند