للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي سنة ثمان وسبع مئة: في يوم السبت، الخامس والعشرين من رمضان خرج الملك الناصر محمد بن قلاوون من الديار المصرية متوجهًا إلى الحجاز الشريف، وسار في خدمته جماعة من الأمراء، ووصل إلى الصالحية، وعَيَّد بها عيد الفطر، ثم سار إلى الكرك، فوصل إليها في عاشر شوال، فلما استقر بقلعة الكرك، أمر نائبها والأمراء الذين حضروا معه في خدمته بالمسير إلى الديار المصرية، وأعلمهم أنه إنما جعل السفر إلى الحجاز وسيلةً إلى المقام بالكرك.

وكان سبب ذلك: استيلاء سلار وبيبرس الجاشنكير على المملكة، واستبدادُهما بالأمور، وتجاوزهما الحد في الانفراد بالأمر والنهي، ولم يتركا للسلطان غير الاسم، مع ما كان من محاصرة السلطان في القلعة، وغير ذلك مما لا تنكبس النفس له، فأنف السلطان من ذلك، وترك الديار المصرية، وأقام في الكرك.

وكانت مدة ملكه في السلطنة الثانية عشر سنين، وأربعة أشهر، وعشرة أيام.

وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.

* * *

[* سلطنة الملك المظفر بيبرس الجاشنكير *]

لما وصل الأمراء الذين كانوا في خدمة الملك الناصر محمد بن قلاوون بالكرك إلى الديار المصرية، وأَعلموا من بها بإقامة السلطان