للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خلافة المعتضد بالله]

هو أبو الفتح، داودُ بنُ المتوكل على الله محمدِ بنِ المعتضد بالله أبي بكر بنِ المستكفي بالله سليمان بنِ الحاكم بأمر الله أحمدَ.

بويع له بالخلافة في [ذي] الحجة من سنة خمس عشرة وثمان مئة، لما قبض المؤيد شيخ على أخيه المستعين بالله، وسجنه بالإسكندرية.

ولد في سنة تسعين وسبع مئة، أو التي قبلها، وسمع بمصر على البرهان الشامي، والعراقي، والبلقيني، وابن الملقن، وتلك الطبقة، وأُحضروا له إلى دار الخلافة، فسمع عليهم متفرقين هو وإخوته في زمن والدهم المتوكل على الله، وأقام إلى أن توفي في خامس من ربيع الأول، سنة خمس وأربعين وثمان مئة بعد تعلُّل طويل.

وكان شكلاً حسناً، أسمر اللون، مهيباً، بوجهه أثر جُدري، عليه جلالة، ووقار، وحشمة، ولديه فضيلة، وبر، وإحسان إلى الناس، جيداً، خيِّراً، عالماً، فاضلاً، بشوشاً، واستمر خليفة المسلمين نحو ثلاثين سنة.

وعاصره من السلاطين الملكُ المؤيد شيخ، وولدُه الملك المظفر أحمد، والملك الظاهر ططر، وولده الملك الصالح محمد، والملك الأشرف برسباي، وولده الملك العزيز يوسف، والملك الظاهر جقمق، وفي سلطنته توفي - رحمه الله تعالى -.

* * *