للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نهر الأردن، ولعيسى نحو ثلاثين سنة، وخرج من نهر الأردن، وابتدأ بالدعوة، وجميع ما لبث المسيح بعد ذلك ثلاث سنين، والنصارى تسمي يحيى - عليه السلام -: يوحنا المَعْمَدان؛ لكونه عمَّد المسيح - كما ذكر -.

* * *

[٢٠ - ذكر عيسى بن مريم عليه السلام]

وأما مريم: فاسم أمها حَنَّة زوجُ عمران، وكانت حنة لا تلد، واشتهت الولد، فدعت بذلك، ونذرت إن رزقها الله ولداً، جعلته من سَدَنة بيت المقدس، فحملت حنة، وهلك زوجها عمران وهي حامل، فولدت بنتا، وسمتها: مريم، ومعناه: العابدة، ثم حملتها، وأتت بها إلى المسجد، ووضعتها عند الأحبار، وقالت: دونكم هذه المنذورة، فتنافسوا فيها؛ لأنها بنتُ عمران، وكان من أئمتهم، فقال زكريا: أنا أحقُّ بها؛ إن خالتها زوجتي، فأخذها، وضمها إلى إيشاع خالتها، فلما كبرت، أفرد لها غرفة - كما تقدم -، وولدت عيسى - عليه السلام - ببيت لحم، وهي قرية قريبة من القدس سنة أربع وثلاث مئة لغلبة الإسكندر.

ولما جاءت مريم بعيسى تحمله، قال لها قومها: {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} [مريم: ٢٧]، وأخذوا الحجارة ليرجموها، فتكلم عيسى وهو في المهد مُعَلَّقاً في منكبها، فقال: {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (٣٠) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} [مريم: ٣٠ - ٣١]، فلما سمعوا كلام ابنها، تركوها.