للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت خلافته تسع عشرة سنة، وسبعة أشهر، وكان عمره نحو سبع وسبعين سنة، ولم يكن من العلويين المصريين مَنْ أبوه غيرُ خليفة سوى الحافظ، والعاضد.

وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.

* * *

[خلافة الظافر بأمر الله]

هو أبو منصور، إسماعيلُ ابنُ الحافظِ عبدِ المجيد.

بويع الظافر بأمر الله بعد وفاة أبيه الحافظ، واستوزر ابن مصال، ثم قتلَه عباسٌ ربيبُ العادلِ بن السلاَّر، واستقر العادل في الوزارة، وتمكن، ولم يكن للخليفة معه حكم، وبقي العادل كذلك إلى سنة ثمان وأربعين وخمس مئة، فقتله ربيبه عباسٌ المذكور، وتولى الوزارة.

وقُتل الظافر في المحرم سنة تسع وأربعين وخمس مئة، قتله وزيره عباسٌ الصنهاجيُّ المذكور.

وسببه: أنه كان لعباس ولد حسن الصورة، يقال له: نصر، فأحبه الظافر، وما بقي يفارقه، فقدم من الشام مؤيد الدولة أسامةُ بنُ منقِذٍ الكنانيُّ، فقال لعباس: كيف تصبر على ما أسمع من قبيح القول؟ فقال له عباس: ما هو؟ فقال: إن الناس يقولون: إن الظافر يفعل بابنك نصرٍ، فأَنِفَ عباسٌ، وأمر ابنَه نصراً، فدعا الظافر إلى بيته، وقتلاه، وقتلا كلَّ من كان معه، وسلم خادمٌ صغير، فحضر إلى القصر، وأعلمهم بقتل الظافر.