للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجلًا رَبْعًا، أبيض، ليس بالنحيف، وهو أول من سُمي عبد الملك في الإسلام، وكان أَفْوَهَ، مفتوحَ الفم، مشبك الأسنان بالذهب، وكان يكنى: رشح الحَجَر؛ لبخله، وأبو الذباب؛ لبَخره.

بويع له في ثالث شهر رمضان، سنة خمس وستين، ووعد الناس يوم بويع خيرًا، ودعاهم إلى إحياء الكتاب والسنة، وإقامة العدل.

وكان قبل ولايته مشهورًا بالعلم والصدق والدين، فلما تولى الخلافة، استهوته الدنيا، فتغير عن ذلك.

وكان يحب الفخر والمدح، فكثرت في أيامه الشعراء، وكان من فحول شعرائه: جرير، والفرزدق، والأخطل.

[* ذكر شيء مما اتفق في أيامه]

لما استقر في الخلافة، ودخلت سنة ست وستين، فيها ابتدأ عبد الملك ببناء القبة على الصخرة الشريفة، وعمارة المسجد الأقصى، فكملت العمارة سنة ثلاث وسبعين، وذلك لأن عبد الملك منع الناسَ من الحج؛ لئلا يميلوا مع ابن الزبير، فضجُّوا، فبعث رجاءَ بنَ حيوةَ، ويزيدَ بنَ سلام بأموال جزيلة إلى بيت المقدس، فبُنيت القبة، وفُرشت بالرخام الملون وغيرِه من البُسط الملونة، وعمل فيه صورة الصراط، وباب الجنة، وقَدَمَ الرسول، ووادي جهنم؛ ليشتغل الناس بذلك عن الحج، فكان ابن الزبير يشنِّع على عبد الملك بذلك، ويأتي ذكر ذلك في ترجمة أبي المقدام رجاء بن حيوة بن جرول الكندي في حرف الراء - إن شاء الله تعالى -.