وكانت الكعبة تُكسى القَباطِيَّ، ثم كُسيت البُرودَ، وأولَ من كساها الديباجَ: الحجاجُ بن يوسف.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
[(خلافة المؤتمن بالله مروان بن الحكم)]
هو أبو عبد الملك مروانُ بنُ الحكمِ بنِ أبي العاصِ بنِ أميةَ بنِ عبدِ شمسِ بنِ منافٍ، وأمُّه آمنةُ بنتُ علقمةَ بنِ صفوانَ الكنانيةُ، ومولده سنة اثنتين من الهجرة، وأسلم أبوه الحكم عام الفتح، ونفاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف، ولما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كلّم عثمانُ أبا بكر في ردِّه؛ لأنه عمه، فلم يفعل، وكذلك سأل عمرَ، فلم يفعل، فلما ولي عثمان، ردَّه، وقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعدني أن يردَّه.
وتوفي الحكمُ في خلافة عثمان بن عفان.
وكان مروان قصيرًا دميمًا، كثير السفه في اللفظ.
بويع له في خلافة ابن الزبير بعد أن افترق الناس فرقتين: فريقًا يهوى بني أمية، وفريقًا يهوى ابن الزبير، ووقع بينهم خلاف، وجرى بينهم وقائع وحروب، ثم استقر أمر الشام إلى مروان، ودخلت مصر في طاعته في سنة خمس وستين.
أمر مروانُ الناس بالبيعة لابنه عبد الملك، ومن بعده لأخيه