ثم بعد اعتقال الملك الصالح أيوب بالكرك، قصد الناصر داود القدس، وكان الفرنج قد عمروا قلعتها بعد موت الملك الكامل، فحاصرها، وفتحها، وخرب القلعة، وخرب برج داود - أيضًا -؛ فإنه لما خربت القدس أولاً، لم يخرب برج داود، فخربه في هذه المرة، وذلك في سنة سبع وثلاثين وست مئة.
واستمر الملك العادل في السلطنة إلى شهر ذي القعدة من السنة المذكورة، وكانت مدة ملكه نحو سنتين، وخُلع - كما يأتي شرحه في ترجمة الصالح أيوب -، وحبس إلى أن مات في سنة خمس وأربعين وست مئة، وكان عمره نحو ثلاثين سنة رحمه الله تعالى.
وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
* * *
[سلطنة الملك الصالح نجم الدين أيوب ابن الملك الكامل]