وكان سبب موته: أنه مرض، واشتد مرضه، وكان قد خاف منه أستاذ داره عضدُ الدين أبو الفرج ابن رئيس الرؤساء، وقطب الدين قيماز المقتفوي، وهو حينئذ أكبر أمراء بغداد، فاتفقا ووصيا الطبيب، أن يصف له ما يُهلكه، فوصف له دخول الحمام، فامتنع منه لضعفه؛ ثم إنه دخلها، وأغلق عليه الباب، فمات - رحمه الله -.
وصلَّى الله على سيدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
* * *
[خلافة المستضيء بأمر الله]
هو أبو محمَّد، الحسنُ بن المستنجد بالله.
ولما مات المستنجد، أحضر عضدُ الدين وقطب الدين المستضيءَ بأمر الله، وشرطا عليه شروطا: أن يكون عضدُ الدين وزيراً، وابنُه كمال الدين أستاذ الدار، وقطبُ الدين أميرَ العسكر، فأجابهم إلى ذلك.
ولم يلِ الخلافة من اسمُه حسن غيرُ الحسن بن علي، والمستضيء، فبايعوه بالخلافة يوم مات أبوه بيعة خاصة، وفي غده بيعة عامة.
وكان المستضيء بأمر الله حسنَ السيرة، أطلق كثيرا من المُكُوس،