للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المهاجرين إليهم، فلم يفعل، وقال للمسلمين: اذهبوا، فأنتم آمنون، وردَّ هديةَ قريش، وقال: ما أخذ الله الرشوة مني حتى آخذَها منكم، ولا أطاع الناسَ حتى أُطيعهم فيه.

وأقام المسلمون بخيرِ دارٍ عند النجاشي، فظهر ملكٌ من ملوك الحبشة، ونازع النجاشيَّ فى ملكه، فظفر النجاشيُّ بعدوِّه، فما سُرَّ المسلمون بشيء سرورَهم بظفره، ثم أسلم النجاشِيُّ بعد ذلك، ولما مات النجاشي، كانوا لا يزالون يرون على قبره نورًا - رحمه الله، وعفا عنه -.

* * *

[* ذكر أمر الصحيفة]

فلما رأت قريش أن الإسلام يفشو ويزيد، وأن المسلمين قَوُوا بإسلام حمزةَ وعمرَ - رضي الله عنهما -، وعاد إليهم عمرُو بنُ العاص، وعبدُ الله بن أبي ربيعة من النجاشي بما يكرهون من أمر المسلمين، وأمنهم عنده، ائتمروا في أن يكتبوا بينهم كتابًا، يتعاقدون فيه على: أن لا يُنكِحوا بني هاشم وبني المطلب، ولا يَنكحوا منهم، ولا يبيعوهم، ولا يبتاعوا منهم، فكتبوا بذلك صحيفة، وتعاهدوا على ذلك، ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدًا لذلك الأمر على أنفسهم.

وانحازت بنو هاشم كافرُهم ومسلمُهم إلى أبي طالب، ودخلوا معه