إلى جقمق، واستمر إلى أن توفي بها في العشر الأول من المحرم سنة ثمان وستين وثمان مئة.
والحمد لله رب العالمين.
* * *
[* سلطنة الملك الظاهر هقمق العلائي *]
هو أبو سعيد وأبو السعادات وأبو الفتوح، جقمق العلائي الظاهري؛ نسبة إلى الملك الظاهر برقوق، وهو الرابع والثلاثون من ملوك الترك، والعاشر من ملوك الجراكسة، وكان يعرف من الأمراء بأخي جركس المصارع، تسلطن، وجلس على سرير الملك في يوم الأربعاء، تاسع عشر ربيع الأول، سنة اثنتين وأربعين وثمان مئة، وكان على قدم عظيم من الصيانة والديانة، والصدقة والإحسان، والعفاف والشجاعة، والعبادة ومحبة العلماء، وله محاسن جزيلة.
وفي أيامه توفي قاضي القضاة شهاب الدين بن حَجَر الشافعي - رحمه الله تعالى - في سنة اثنتين وخمسين وثمان مئة، وكان يعظِّم قاضي القضاة سعد الدين الديري الحنفي، ويكرمه، وهو الذي كان السبب في ولايته في أيام العزيز يوسف، لمَّا كان هو المتصرف في المملكة، وولى قاضي القضاة شرف الدين يحيى المناوي قضاء الشافعية بالديار المصرية، ولما مرض مرض الموت، خلع نفسه من السلطنة في يوم الخميس، الحادي والعشرين من شهر الله المحرم، سنة سبع وخمسين وثمان مئة،