وتوفي المنصور يوم السبت، لسِت ليال من ذي الحجة، سنة ثمان وخمسين ومئة، وله خمس وستون سنة، عند بئر ميمونة، على أميال من مكة، وهو محرِم، وصلَّى عليه ابنُه صالح، ودُفِن بالحرم الشريف.
وكانت خلافته إحدى وعشرين سنة، وأحد عشر شهرًا.
أولاده: محمد المهدي، وجعفر، وصالح، وسليمان، وعيسى، ويعقوب، والقاسم، وعبد العزيز، والعباس.
قاضيه: عبد الله بن محمد بن صفوان، وشريك عبد الله.
حاجبه: الربيع مولاه، والله أعلم.
وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
* * *
[* خلافة المهدي *]
هو أبو عبد الله، محمدُ بنُ عبدِ الله المنصور، الملقبُ بالمهدي، وأمُّه أمُّ موسى بنتُ منصورِ بنِ عبدِ الله بنِ سهلِ بنِ زيدٍ الحميريِّ، وكان أسمر، طويلًا، بعينه اليمنى بياض، معتدل الخلق، جَعْدَ الشعر.
بويع له يوم السبت، لسِتٍّ خلَون من ذي الحجة، سنة ثمان وخمسين ومئة، بين الركن والمقام، يوم مات أبوه، وقام ببيعته الربيعُ وزيرُ المنصور، والمهديُّ - آنذاك - ببغداد، وأنفذ الربيعُ الخبرَ مع مناده مولى أبي جعفر إلى بغداد، فبايع الناسُ المهديَّ البيعةَ العامة.
ولما بويع، افتتح أمره برد المظالم، وكفِّ الأذى والقتل، وأمن