للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[١٢ - ذكر يوشع عليه السلام]

ولما مات موسى - عليه السلام - قام بتدبير بني إسرائيل يوشعُ بنُ نون بن اليشاماع بن عميهوذ بن لعدان بن تاجن بن تايح بن راشف بن راغ ابن بريفا بن إبراهيم بن يوسف بن يعقوب، وأقام ببني إسرائيل في التيه ثلاثة أيام، ثم ارتحل إلى الشريعة، وهو النهر الذي بالغَوْر، واسمه الأردُنّ في عاشر نيسان من السنة التي توفي فيها موسى - عليه السلام -، فلم يوجد للعبور سبيل، فأمر حاملي (١) صندوق الشهادة الذي فيه الألواح بأن ينزلوا إلى حافة الشريعة، فوقفت الشريعة حتى انكشفت أرضها، وعبر بنو إسرائيل، ثم عادت الشريعة إلى ما كانت عليه، ونزل يوشع ببني إسرائيل على أريحا محاصراً لها، وصار في كل يوم يدور حولها مرة، وفي اليوم السابع أمر بني إسرائيل أن يطوفوا حولها سبع مرات، وأن يصوتوا بالقرون، فلما فعلوا ذلك، هبطت الأسوار ورسخت، وتساوت الخنادق، ودخل بنو إسرائيل أريحا بالسيف، وقتلوا أهلها.

وبعد فراغه سار إلى نابلس إلى المكان الذي بيع فيه يوسف، فدفنَ عظامَ يوسفَ هناك، وكان موسى قد استخرج يوسفَ من نيل مصر، واستصحبه معه إلى التيه، فبقي معهم أربعين سنة، وتسلَّمه يوشع.

وملك يوشعُ الشامَ، وفرَّق عُمَّاله، واستمر يدبر بني إسرائيل ثمانياً وعشرين سنة، ثم توفي يوشع، ودفن في كفر حارس، وله من العمر مئة


(١) في الأصل: "فأمرهم حامل".