للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كِنْدةَ، فأخذه خالد، وقتل أخاه، وأخذ منه خالدٌ قباء ديباج مخوصٍ بالذهب، فأرسله إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجعل المسلمون يتعجَّبون منه، وقدم خالدٌ بأُكيدر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحقن دمه، وصالحه على الجزية، وخلَّى سبيله.

ثم رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، بعد ما أقام بتبوك بضعَ عشرةَ ليلة، لم يجاوزها، ولم تقدم عليه الروم والعرب المتنصرة.

ولما عاد إلى المدينة، وكان قد تخلَّف عنه رهط من المنافقين، فأتوه يحلفون له، ويعتذرون، فصفح عنهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأرجأَ أمرَ كعبٍ وصاحبيه إلى الله تعالى.

[* ذكر قصة كعب وصاحبيه]

قال كعب بن مالك: كان من خبري حين تخلفت بالمدينة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك: أني لم أكن قطُّ أقوى ولا أيسَر مني، حين تخلفتُ عنه في تلك الغَزاة، وكان رسول الله قلَّما يريد غزوة يغزوها إلا وَرَّى بغيرها، حتى كانت تلك الغزوةُ، فغزاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حَرٍّ شديد، واستقبل سفرًا بعيدًا ومفازًا، واستقبل عدوًا كثيرًا، فجلَّى للمسلمين أمرَهم؛ ليتأهبوا أُهبة عدوهم، وأخبرهم بوجهه الذي يريد.

والمسلمون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثير، ولا يجمعهم كتاب حافظ - يريد: الديوان - وغزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون معه، فطفقْتُ أغدو لكي أتجهز معهم، ولم يزل يتمادى بي، حتى اشتد بالناس الجدّ، فأصبح