للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شرب، ولو كان بينه وبين ندمائه حجاب من حديد، لخرقه إذا طرب، وخرج إليهم، وكان كواحد منهم.

وكان كثير السفك للدماء، ضعيف الرأي، ليس عنده تبصرة في الأمور، ولا نظر في العواقب.

وتوفي الأمين لخمس بقين من المحرم، سنة ثمان وتسعين ومئة، ومات قتلًا، قتله طاهر بن الحسين، لما جهَّزه لقتاله المأمونُ؛ لخلاف وقع بينهما، وأخذ رأسه، وجهزه للمأمون بخراسان، وكانت خلافته أربع سنين، وسبعة أشهر، والله أعلم.

* * *

[* خلافة أمير المؤمنين المأمون بن هارون الرشيد *]

هو أبو العباس، وقيل: أبو جعفر، عبدُ الله المأمونُ بنُ هارونَ الرشيد، وأمه مراجلُ أُمُّ وَلَد، وكان أبيض اللون، تعلوه صفرة، أقنى الأنف، طويل اللحية، بخده خالٌ أسود.

بويع له البيعة العامة يوم قتل أخيه، وقيل: بويع له يوم الاثنين، لخمس بقين من رجب، سنة ثمان وتسعين ومئة، وهو ابن ثمان وعشرين سنة.

وكان كامل الفضل، كثير العفو، جوادًا، حسنَ التدبير.

وهو أول من اتخذ الأتراك للخدمة، فكان يشتري الواحد منهم بمئة ألف، ومئتي ألف.