للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوفي في ليلة يسفر صباحها عن يوم الثلاثاء، ثالث صفر، ودفن في صبيحة ذلك اليوم بتربة مملوكه قاني باي الجهركسي، وكانت مدته أربع عشرة سنة، وعشرة أشهر، وأيامًا، وحُسب مولده، فوجد في سنة ثمان وسبعين وسبع مئة، فكان عمره نحو تسع وسبعين سنة - تغمده الله وإيانا والمسلمين برحمته -.

* * *

[* سلطنة أبي السعادات عثمان ابن الملك الظاهر جقمق *]

هو أبو السعادات عثمان ابن الملك الظاهر جقمق، استقر في السلطنة بحكم خلع والده نفسَه من المملكة، ونزوله عنها له، بحضرة الخليفة أمير المؤمنين، والقضاة الأربعة، وهم: قاضي القضاة شرف الدين يحيى المناوي الشافعي، وقاضي القضاة سعد الدين الديري الحنفي، وقاضي القضاة ولي الدين السنباطي المالكي، وقاضي القضاة بدر الدين محمد البغدادي الحنبلي، وكان المسترعى له قاضي القضاة شرف الدين يحيى المناوي الشافعي، فقال له: نشهد عليكم أنكم فوضتم لولدكم سيدي عثمان ما فوضه لكم أمير المؤمنين شرقًا وغربًا، فقال: نعم، وركب الملك المنصور بشعار السلطنة في يوم الخميس، الحادي والعشرين من شهر الله المحرم، سنة سبع وخمسين وثمان مئة، وكان يومًا مشهودًا، ثم جددت له البيعة يوم مات والده، واستمر سلطانًا إلى أن ركب عليه الأمير أينال الأتابكي الناصري، وخلع نفسه، وجُهز معتقلًا عليه إلى