للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التتر على حمص، وكانوا في جمع عظيم، لم يطرق الشام قبله مثلُه - رحمه الله، ورضي عنه -.

* * *

[سلطنة الملك الأشرف صلاح الدين ابن الملك المنصور قلاوون]

هو صلاح الدين خليل ابن الملك المنصور قلاوون: جلس في الملك بعد والده في سابع ذي القعدة، سنة تسع وثمانين وست مئة، صبيحة اليوم الذي توفي فيه والده.

ولما استقر في السلطنة، قبض على حسام الدين طرنطاي نائب السلطنة، وكان آخر العهد به، وفوض نيابة السلطنة إلى بدر الدين بيدرا.

وفي سنة تسعين وست مئة: سار الملك الأشرف بالعساكر المصرية إلى عكا، وحاصرها، واشتد عليها القتال، وفتحها الله تعالى في يوم الجمعة، السابع عشر من جمادى الآخرة بالسيف، ونصر الله المسلمين، وغنموا من عكا شيئاً يفوت الحصر من كثرته، ثم استنزل السلطان جميع من عصا بالأبرجة، وأمر بهم فضُربت أعناقهم عن آخرهم حول عكا، وأمر بمدينة عَكَّا، فهدمت إلى الأرض، ودُكَّت دكّاً.

ولما فتحت عكا، ألقى الله الرعب في قلب الفرنج الذين بساحل الشام، فأخلَوْا صيدا، وبيروت، وتسلمهما الشجاعي، وكذلك هرب أهل مدينة صور، فأرسل السلطان، وتسلمها، وتسلم عدة أماكن بغير قتال ولا تعب.