هو أبو بكر ابن الملك الكامل محمد ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب.
توفي والده بدمشق، وهو يومئذ نائبه بمصر، فاتفق رأي الأمراء على تحليف العسكر له، واستقر في السلطنة.
فلما كان في سنة ست وثلاثين وست مئة: استولى الملك الصالح أيوب بن الكامل على دمشق، وأخذها بتسليم الملك الجواد يونس نائب الملك العادل - كما تقدم في ترجمة بني أيوب -، ثم قصد الملك الصالح أيوبُ التوجه إلى ديار مصر، وأخذها من أخيه العادل، فوصل محيي الدين بن الجوزي رسولُ الخليفة يصلح بين الأخوين: العادل صاحب مصر، والصالح أيوب المستولي على دمشق، وهذا محيي الدين هو الذي حضر ليصلح بين الكامل والأشرف.
ثم إن الصالح إسماعيل صاحب بعلبك سار هو وشيركوه صاحبُ حمص بجموعهما، وهجموا دمشق، وأخذوها، وقبض على المغيث فتح الدين عمر بن الصالح أيوب بنابلس؛ لقصد التوجه إلى مصر وأخذِها، فلما بلغه ذلك، رحل إلى الغور، فسار إليه الناصر داود صاحبُ الكَرَك، وأمسكه، وأرسله إلى الكرك، واعتقله بها، فأرسل العادل يطلبه، فلم يرسله إليه الناصر داود - وتقدم ذكر ذلك في ترجمة بني أيوب في سنة سبع وثلاثين وست مئة -.