للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في بعض دهاليز الدور التي بقلعة الجبل ثلاثةَ مماليك، فلما مر بهم فارسُ الدين أقطاي، ضربوه بسيوفهم، وقتلوه، وكان الفارس أقطاي يمنع أيبك من الاستقلال بالسلطنة، وكان الاسم للملك الأشرف موسى، فلما قُتل أقطاي، أبطل المُعر أيبك الأشرفَ موسى المذكور من السلطنة بالكلية، وبعث به إلى عماته القطبيات.

وموسى المذكور هو الذي أقام الترك في مملكة مصر، وهو آخر من خُطب له من بيت أيوب بالسلطنة في مصر، وكان انقراض دولتهم من الديار المصرية في هذه السنة، وهي سنة اثنتين وخمسين ولست مئة.

وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.

* * *

[سلطنة المعز أيبك التركماني]

لما قُتل أقطاي، استقل المعز أيبك التركماني بالسلطنة، وأبطل الأشرفَ موسى - كما تقدم -، وتزوج المعز أيبك شجرَ الدر أمَّ خليل التي خطب لها بالسلطنة في ديار مصر، وقُتل المعز أيبك في يوم الثلاثاء، الثالث والعشرين من ربيع الأول، سنة خمس وخمسين وست مئة، قتلته امرأته شجر الدر المذكورة، وكان سبب ذلك: أنه بلغها أنه خطب بنت بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، ويريد أن يتزوجها، فقتلته في الحمَّام بعد عَوده من لعب الأكرة في النهار المذكور، وكان الذي قتله: سنجر الجوهري مملوك الطواشي محسن، والخدم، حسبما اتفقت معهم عليه