نقل إلى تربته بمدرسته التي أنشأها عند باب سوق الخواصين، وأهل دمشق يقولون: إن الدعاء عند قبره مستجاب، وقد جرب ذلك، فصح رحمه الله وعفا عنه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
* * *
[[ذكر الملك الصالح] إسماعيل ابن السلطان نور الدين الشهيد]
لما توفي الملك العادل نور الدين، قام ابنه الملك الصالح إسماعيل بالملك بعده، وعمره إحدى عشرة سنة، وحلف له العسكرُ بدمشق، وأقام بها، وأطاعه صلاحُ الدين بمصر، وخطب له بها، وضربت السكَّة باسمه، وكان المتوليَ لتدبيره وتدبير دولته الأميرُ شمس الدين محمد ابن عبد الملك المعروف بابن المقدم.
ولما مات نور الدين، وتملك ابنه الملك الصالح، سار من الموصل سيفُ الدين غازي بن قطب الدين مودود بن عماد الدين زنكي، وملكَ جميعَ البلاد الجزرية، واستمر الملكُ الصالح بدمشق إلى أن حضر صلاح الدين يوسف بن أيوب من مصر، وملكَ دمشقَ وحمص وحماة في سلخ ربيع الأول، سنة سبعين وخمس مئة - على ما يأتي شرحه في ترجمته -.
فسار الملك الصالح إلى حلب، فتبعه صلاح الدين، ووقع بينهم