للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكانت فتنته أشدَّ من فتنة مسيلمة.

- وأرسل العلاءَ بنَ الحضرميِّ إلى المنذر بن ساوى ملكِ البحرين، فلما أتاه يدعوه ومَنْ معه بالبحرين إلى الإسلام أو الجزية، وكانت ولايةُ البحرين من قبل الفرس، فأسلم المنذر، وأسلم جميعُ العرب بالبحرين.

* ذكر عُمْرة القضاء:

ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذي القعدة، من سنة سبع معتمرًا عمرة القضاء، وساق معه سبعين بَدَنةَ، ولما قرب من مكة، أخرجت له قريش غنمًا، وتحدثوا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - في غش وجهدٍ وأصحابه، وقد أنهكتهم حُمَّى يثربَ، فاصطفوا له عند دار الندوة، فلما دخل المسجد، اضطبعَ؛ بأن جعل وسطَ ردائه تحت عَضُدِه الأيمن، وطرفيه على عاتقه الأيسر، ثم قال: "رَحِمَ الله امْرَأً أَرَاهُمُ اليَوْمَ قُوَّةً"، ورمل في أربعة أشواط من الطواف، ثم خرج إلى الصفا والمروة، فسعى بينهما (١).

وتزوج في سفره هذا ميمونةَ بنتَ الحارث، زوَّجه إياها عمُّه العباس، وذُكر أنه تزوجها محرِمًا (٢)، وهو من خواصِّه - صلى الله عليه وسلم -، وهي آخرُ امرأة تزوَّجها.

وأقام بمكة ثلاثًا، فأرسل المشركون إليه مع عليٍّ - رضي الله عنه - ليخرج


(١) رواه ابن هشام في "السيرة النبوية" (٥/ ١٨)، وأصله عند مسلم (١٢٦٤)، عن أبي الطفيل - رضي الله عنه -.
(٢) رواه البخاري (٤٠١١)، عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه -.