وكان قتل المسترشد يومَ الأحد، سابع عشر ذي القعدة، سنة تسع وعشرين وخمس مئة، بظاهر مراغة، وكان عمره لما قتل ثلاثا وأربعين سنة، وثلاثة أشهر، وكانت خلافته سبع عشرة سنة، وستة أشهر، وعشرين يوما.
وأمُّه أم ولد، وكان فصيحا، حسن الخط، شهما.
وفي أيام المسترشد في سنة ثلاث عشرة وخمس مئة ظهر قبر إبراهيم الخليل - عليه السلام -، وقبرا ولديه إسحاق ويعقوب بالقرب من بيت المقدس، ورآهم كثير من الناس لم تَبْلَ أجسادُهم، وعندهم في المغارة قناديلُ من ذهب وفضة.
ويأتي ذكرُ ذلك في ترجمة الآمر بأحكام الله العلوي.
والحمد لله وحده.
* * *
[خلافة الراشد بالله]
هو أبو جعفر، المنصورُ بنُ المسترشد بالله.-
بويع له لما قتل والده، وكان أبوه قد بايع له بولاية العهد في حياته، ثم بعد قتله جُددت له البيعة، في يوم السابع والعشرين من ذي القعدة، سنة تسع وعشرين وخمس مئة، وكتب مسعود إلى بغداد بذلك، فحضر بيعته واحد وعشرون رجلًا من أولاد الخلفاء.