عبد الرحمن بن سعيد - لا أسعده الله -، وأن من تقدمه من سلفه الأرجاس الأنجاس - عليهم لعنة الله ولعنة اللاعنين - أدعياءُ خوارجُ، لا نسبَ لهم في ولد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وأن ما ادعوه من الانتساب إليه زورٌ وباطل، وأن هذا الناجم في مصر هو وسلفه كفارٌ وفساق زنادقة ملحدون معطلون، وللإسلام جاحدون، أباحوا الفروج، وأحلُّوا الخمور، وسَبوا الأنبياء، وادَّعوا الربوبية.
وتضمن المحضر المذكور نحو ذلك.
وفي آخره: وكتب في شهر ربيع الآخر، سنة اثنتين وأربع مئة.
والحمد لله.
* * *
[خلافة القائم بأمر الله]
هو أبو جعفر، عبدُ الله بنُ القادر بالله، كان أبوه قد عهِد إليه، وبايعه بالخلافة، فجددت له البيعة، وكان كريما حليما، حسنَ السيرة، قد اجتهد في صلاح الدين.
وزال في أيامه ملكُ العجم الذين كانوا يحجُرون على الخلفاء، واستقلَّ هو بالأمر، ودُعي له بإفريقية، أقام دعوته بها المعزّ بن باديس.
وفي أيامه قتل البساسيري كبيرُ الترك ببغداد، لما ظهر منه من المخالفة والعصيان، قتله طغرلبك، وأرسل رأسه إلى الخليفة، فصُلب قبالة الباب النوبي، في سنة إحدى وخمسين وأربع مئة.