للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بويع له لسبع بقين من شعبان، سنة إحدى وثمانين وثلاث مئة، وكان مقيمًا بالبطيحة، فأرسل إليه بهاءُ الدولة خواصَّ أصحابه ليُحضروه، ولما قرب من بغداد، خرج بهاءُ الدولة وأعيانُ الناس لملتقاه، ودخل دار الخلافة، ثاني عشر رمضان، وبايعه الناس، وخُطب له ثالث عشر رمضان.

وكان من حسن الدين والتهجد والورع على طريقة مشهورة، وكان امرأً صالحا ورعًا تقيًا، حسنَ الخليقة، حميدَ الطريقة، صلفَ النفس، كثير المعروف، بلغ من العمر ستا وثمانين سنة، وتسعة أشهر، وأيامًا، وأقام خليفة إحدى وأربعين سنة، وثلاثة أشهر، وواحدا وعشرين يومًا.

وتوفي في الحادي عشر من ذي الحجة، سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة، ولم يبلغ أحد من الخلفاء قبله مدةَ ولايته، ولا طولَ عمره، وفي أيامه فُتحت السند والهند، والله أعلم.

وكُتب ببغداد محضر بأمر القادر يتضمن القدح في نسب العلويين خلفاء مصر، وكتب فيه جماعة من العلويين والقضاة، وجماعة من الفضلاء، وأبو عبد الله بن النعمان فقيه الشيعة.

ونسخة المحضر المذكور: هذا ما شهد به الشهود: أن معد بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد منتسب إلى ديصان بن سعيد الذي تنسب إليه الديصانية، وأن هذا الناجم بمصر هو منصور بن نزار المتلقب بالحاكم - حكم الله عليه بالبوار والدمار - ابن معد بن إسماعيل بن