وكان عماد الدين زنكي حسن الصورة، أسمر اللون، مليح العينين، قد وَخَطَه الشيب، وكان قد زاد عمرُه على ستين سنة، ودُفن بالرقة، وكان شديد الهيبة على عسكره عظيمَها، كان له الموصل وما معها من البلاد، وملك الشامَ خلا دمشقَ، وكان شجاعاً، وكانت الأعداء محيطة بمملكته من كل جهة، وهو ينتصف منهم، ويستولي على بلادهم - رحمه الله، وعفا عنه -.
وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
* * *
[سلطنة الملك العادل] نورِ الدين محمود الزنكي صاحب دمشق الملقب بالشهيد
هو نور الدين، أبو القاسم، محمودُ ابنُ الملك المنصور عماد الدين أبي الجود زنكي، بن أقسنقر، المدعو بالشهيد.
لما قُتل والده عماد الدين زنكي، كان نور الدين معه حاضراً عنده، فأخذ خاتم والده وهو ميت من أصبعه، وسار إلى حلب، فملكها، وبلغ سيفَ الدين غازي بنَ عماد الدين زنكي قتلُ والده، فسار إلى الموصل، واستقر ملكُ سيف الدين غازي للموصل وبلادها.
ثم بعد قتل عماد الدين زنكي قصد صاحبُ دمشق مجيرُ الدين حصنَ بعلبك، وحصره، وكان به نجم الدين أيوب بن شادي مستحفظاً،