للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فخاف أن أولاد زنكي لا يمكنهم اتخاذه بالعاجل، فصالحه، وسلم القلعة إليه، وأخذ منه إقطاعاً ومالاً، وملَّكه عدة قُرى من بلاد دمشق، وانتقل أيوب إلى دمشق، وسكنها، وأقام بها.

ثم في سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة دخل نور الدين محمود بن زنكي صاحبُ حلب بلاد الفرنج مصاف بأرض يغرى، ففتح منها مدينة أرتاح بالسيف، وحصن مامولة، وبصرفوت، وكفر لاثا، وكان بين نور الدين وبين الفرنج مصاف بأرض يغرى من العمق، فانهزم الفرنج، وقتل منهم وأسر جماعة، وأرسل جماعة من الأسرى والغنيمة إلى أخيه سيف الدين غازي صاحبِ الموصل.

وفي سنة أربع وأربعين وخمس مئة حصر نورُ الدين محمود بن زنكي حصنَ حارم، فجمع البرنسُ صاحبُ أنطاكية الفرنج، وسار إلى نور الدين، واقتتلوا، فانتصر نور الدين، وقُتل البرنسُ، وانهزم الفرنج، وكثر القتل فيهم، ثم غزاهم نور الدين غزوة أخرى، فهزمهم، وقتل فيهم وأسر.

وفي سنة سبع وأربعين وخمس مئة: جمعت الفرنج، وساروا إلى نور الدين، وهو محاصرٌ دلوك، فرحل عنها، وقاتلهم أشد قتال رآه الناس، وانهزمت الفرنج، وقُتل وأُسر كثير منهم، ثم عاد نور الدين إلى دلوك، فملكها.

وفي سنة تسع وأربعين وخمس مئة: ملك نور الدين دمشق، وأخذها من صاحبها مجير الدين أرتق بن محمد بن بوري بن طغتكين.