للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في جمع العساكر، والتأهب لقتال لاجين، فلم يوافقه عسكر دمشق على ذلك، ورأى منهم التجادل، فخلع نفسه من السلطنة وقعد بقلعة دمشق، وأرسل إلى حسام الدين لاجين يطلب منه الأمان، وموضعًا يأوي إليه، فأعطاه صرخد، فسار إليها، واستقر فيها.

وكانت مدة ولايته نحو سنتين، ثم في سلطنة الناصر محمد بن قلاوون استقر في نيابة حماة في سنة تسع وتسعين وست مئة، وتوفي في ليلة الجمعة، عاشر ذي الحجة، سنة اثنتين وسبع مئة.

وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.

* * *

[* سلطنة الملك المنصور حسام الدين لاجين المنصوري *]

لما جرى ما تقدم ذكره من انهزام الملك العادل كتبغا، نزل حسام الدين لاجين بدهليزه على نهر العوجاء، واجتمع معه الأمراء الذين وافقوه، وشرطوا عليه شروطًا، فالتزمها، منها: أن لا ينفرد عنهم برأي، ولا يسلط مماليكه عليهم؛ كما فعل بهم كتبغا، فأجابهم لذلك، وحلف عليه، فعند ذلك حلفوا له، وبايعوه بالسلطنة، ولُقب بالملك المنصور حسام الدين لاجين المنصوري، وذلك في شهر المحرم، سنة ست وتسعين وست مئة.

ثم رحل بالعساكر إلى الديار المصرية، ووصل إليها، واستقر بقلعة الجبل، وأعطى العادل كتبغا صرخد - كما تقدم -، وأرسل إلى دمشق