للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وست مئة: جلس الأمير زين الدين كتبغا المنصوري على سرير الملك، ولقب نفسه: الملك العادل، واستحلف الناس على ذلك، وخُطب له بمصر والشام، ونُقشت السكة باسمه، وجعل السلطانَ الملك الناصر محمد بن قلاوون في قاعة بقلعة الجبل، وحجب عنه الناس.

ولما استقر ذلك، جعل نائبه في السلطنة حسام الدين لاجين الذي كان مشيرًا بسبب قتل الملك الأشرف - على ما تقدم ذكره -، وذلك بعد أن كان زين الدين كتبغا أظهر حسام الدين لاجين، وقراسنقر من الاستتار، وأخذ لهما من الملك الناصر الأمان، وأقطعهما، وأعزَّ جانبهما، واستقر الحال على ذلك.

وفي شوال سنة خمس وتسعين وست مئة: خرج العادل كتبغا من الديار المصرية، ووصل إلى الشام، ثم سار إلى حمص، وعاد إلى الشام، وولى مملوكه غرلو نيابة الشام.

فلما دخلت سنة ست وتسعين وست مئة: في أوائل المحرم سار من دمشق متوجهًا إلى مصر، فلما وصل إلى نهر العوجاء، واستقر بدهليزه، وتفرقت مماليكه إلى خيامهم، ركب حسام الدين لاجين المنصوري نائب الملك العادل كتبغا بصنجق، وانضم إليه جماعة من الأمراء المتفقين معه، وقصدوا العادل، وبغتوه عند الظهر في دهليزه، فلم يلحق أن يجمع أصحابه، فركب في نفر قليل، فحمل عليه نائبُه لاجين، وقتل مملوكه بكتوت الأزرق، فولَّى العادلُ كتبغا هاربًا راجعًا إلى دمشق عند مملوكه، فركب غرلو، والتقاه، ودخل قلعة دمشق، واهتم