للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تَحَالَفَ النَّاسُ وَالزَّمَانُ ... فَحَيْثُ كَانَ الزَّمَانُ كَانُوا

عَادَانِيَ الدَّهْرُ نِصْفَ يَوْمٍ ... فَانْكَشَفَ النَّاسُ لِي وَبَانُوا

يَا أيُّهَا المُعْرِضُونَ عَنَّا ... عُودُوا فَقَدْ عَاوَدَ الزَّمَانُ

وتوفي الراضي بالله في منتصف ربيع الأول، سنة تسع وعشرين وثلاث مئة.

* * *

[خلافة المتقي لله]

هو أبو إسحاق، إبراهيمُ بنُ المقتدر، بويع له يوم الأربعاء، لعشر بقين من شهر ربيع الأول، سنة تسع وعشرين وثلاث مئة، وكان أبيض، أشهل العينين، أشقر الشعر، وكان في أيامه غلاء وشدة، وكان عابداً، كثيرَ الصلاة والصوم، ولم يشرب النبيذ قط، وكان يقول: المصحف نديمي، ولذلك لقبه الصوفي: المتقي لله، ولم يغدر بأحد قط، إلا أن الله لم يوفق له أصحابا، غدر به الترك، وسملوه في صفر، سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مئة، فكانت خلافته ثلاث سنين، واحد عشر شهرًا، وعاش بعد ذلك أربعا وعشرين سنة، وتوفي ليلة النصف من شعبان، سنة سبع