للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خليل، ثم قتل بيدرا، ووصول زين الدين كتبغا والمماليك السلطانية إلى قلعة الجبل، وبها علم الدين سنجر الشجاعي نائبًا، اتفقوا على سلطنة الملك الناصر محمد ابن السلطان الملك المنصور قلاوون، فأجلسوه على سرير السلطنة في باقي العشر الأوسط من المحرم، سنة ثلاث وتسعين وست مئة، وعمره يومئذ نحو تسع سنين، وتقرر أن يكون الأمير زينُ الدين المنصوري نائبَ السلطنة، وعلمُ الدين سنجر الشجاعي وزيرًا، وركنُ الدين بيبرس البرجي الجاشنكير أستاذَ الدار، وتتبعوا الأمراء الذين اتفقوا مع بيدرا على ذلك، فظفروا أولًا ببهادر رأس النوبة، وآقوش الموصلي الحاجب، فضربت رقابهما، وأحرقت جثتهما، ثم ظفروا بطرنطاي الساقي، والساق، وبغية، وأروس السلحدارية، ومحمد خواجه، والطنبغا الجمدار، وآقسنقر الحسامي، فاعتقلوا بخرابة البنود أيامًا، ثم قطعت أيديهم وأرجلهم، وصلبوا على الجمال، وطيف بهم وأيديهم معلقة في أعناقهم، جزاء بما كسبوا، ثم وقع قجقار الساقي، فشنق، واستمر الملك الناصر في الملك إلى تاسع المحرم، سنة أربع وتسعين وست مئة، فكانت مدة ولايته نحو السنة.

وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.

* * *

[* سلطنة الملك العادل زين الدين كتبغا المنصوري *]

لما كان تاريخ يوم الأربعاء، تاسع المحرم، سنة أربع وتسعين