شجر الدر، وأرسلت في تلك الليلة أصبع المعز أيبك وخاتمه إلى الأمير عز الدين الحلبي الكبير، وطلبت منه أن يقوم بالأمر، فلم يجسُر على ذلك، ولمَّا ظهر الخبر، أراد مماليك المعز أيبك قتلَ شجر الدر، فحماها المماليك الصالحية.
وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
* * *
[سلطنة الملك المنصور نور الدين علي بن المعز أيبك]
لما قُتل الملك المعزُّ أيبك، اتفقت الكلمة على إقامة نور الدين علي ابن المعز أيبك، ولقبوه: الملك المنصور، وعمره يومئذ خمس عشرة سنة.
ونُقلت شجر الدر من دار السلطنة إلى البرج الأحمر، وصَلبوا الخدَّام الذين اتفقوا معها على قتل المعز أيبك، وهرب سنجر الجوجري ثم ظفروا به، وصلبوه.
وفي سادس عشر ربيع الآخر من السنة المذكورة قُتلت شجر الدر، وأُلقيت خارج البرج، فحُملت إلى تربة كانت قد عملتها، وكانت تركية الجنس، وقيل: أرمنية، وكانت مع الملك الصالح في الاعتقال في الكرك.
واستمر المنصور في السلطنة إلى أواخر سنة سبع وخمسين وست مئة.