وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
* * *
[* خلافة أمير المؤمنين جعفر بن المعتصم المتوكل على الله *]
هو أبو الفضل، جعفرُ بنُ المعتصم، وأمه تركية، اسمها: شجاع.
وكان مربوعًا، أسمر اللون، خفيف العارِضَين.
بويع له لستٍّ بقين من ذي الحجة، سنة اثنتين وثلاثين ومئتين.
ولما تولى، أظهر العدل، وأحيا السنة، وأمر بالقبض على محمد ابن عبد الملك الزيات، وعلى ابن أبي دُؤاد اللذين كانا يقولان بخلق القرآن، وحبس ابنَ عبد الملك الزيات في التنور إلى أن مات، وأخذ جميع ضياع ابن أبي دؤاد وأمواله، وأطلق جميع من كان اعتُقل بسبب القول بخلق القرآن، ونهى عن الجدل، وأظهر القولَ بالسنة، وطعن علي الواثق، ومَنْ كان قبله فيما كانوا يقولونه من خلق القرآن، وولَّى القاضي يحيى بنَ أكثم قضاءَ القضاة، وكان القاضي يحيى بن أكثم من أئمة الدين، وعلماء السنة، ومن المعظِّمين للكتاب والسنَّة.
وكان قد ولَّى من جهته حَيَّانَ بنَ بشرٍ قضاءَ الجانب الشرقي، وسوارَ ابنَ عبد الله قضاءَ الجانب الغربي، وكلاهما كان أعور، فقال في ذلك بعضُ أصحاب ابن أبي دؤاد: