والعشرين من جمادى الأولى مات الملك الناصر داود بن المعظم عيسى ابن العادل أبي بكر بن أيوب بالطاعون بظاهر دمشق، في قرية يقال لها: البويضة شرقي دمشق، ومولده سنة ثلاث وست مئة، وكان عمره نحو ثلاث وخمسين سنة، بعد محن كثيرة حصلت له، وخرج الملك الناصر يوسف صاحب دمشق إلى البويضة، وأظهر علمه الحزن والتأسف، ونقله، ودفن في الصالحية في تربة والده المعظم عيسى.
وكان الناصر داود فاضلاً، ناظماً ناثراً، قرأ العلوم العقلية، وله أشعار جيدة رحمه الله، وعفا عنه.
* وفيها: توفيت الصاحبة غازية خاتون، والدة الملك المنصور صاحب حماة.
وفي سنة ثمان وخمسين وست مئة: قتل الملك الكامل محمد بن المظفر غازي صاحب ميافارقين حين استيلاء التتر على مملكته.
ولما دخلت سنة تسع وخمسون وست مئة: كان صاحب مصر الملك الظاهر بيبرس.
في هذه السنة قتل الملك الناصر يوسف ابن الملك العزيز محمد ابن الملك الظاهر غازي ابن السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف ابن أيوب صاحب دمشق وحلب في بلاد توريز من ملك العجم، قتله هولاكو ملك التتر، وقتل مَنْ كان معه، وهم: أخاه الظاهر، والملك الصالح صاحب حمص، والجماعة المأسورون الذين كانوا معهم - رحمهم الله تعالى -، وعقد عزاءه بجامع دمشق، في سابع جمادى