للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٤ - ذكر إبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليه]

وهو إبراهيم بن تارح، وهو آزر.

ولد إبراهيم بالأهواز، وقيل: ببابل، وهي العراق.

وكان آزر أبو إبراهيم يصنع الأصنام، ويعطيها لإبراهيم يبيعها، فكان إبراهيم يقول: من يشتري ما (١) يضره ولا ينفعه.

ثم لما أمر الله تعالى إبراهيم أن يدعو قومه إلى التوحيد، دعا أباه، فلم يجبه، ودعا قومه، فلما فشا أمره، واتصل بنمرود بن كوش، وهو ملك تلك البلاد، أخذ النمرود إبراهيمَ الخليل، ورماه في نار عظيمة، فكانت عليه برداً وسلاماً، وخرج من النار بعد أيام، ثم آمن به رجال من قومه على خوف من نمرود، وآمنت به زوجته سارة، وهي ابنة عمه هاران.

ثم إنه هاجر هو ومَنْ معه إلى حَرَّان، وأقاموا بها مدة، ثم سار إلى مصر، وصاحبُها فرعون، فذُكر جمالُ سارة لفرعون، فسأل إبراهيمَ عنها: فقال: هذه أختي - يعني: في الإسلام -، وهَمَّ فرعون بها، فأيبس الله يديه ورجليه، فلما تخلى عنها، أطلقه الله، وتكرر ذلك منه، فأطلقها، ووهبها هاجَرَ.

ثم سار إبراهيم من مصر إلى الشام، وأقام بين الرملة وإيليا، وكانت سارة لا تحمل، فوهبت هاجرَ لإبراهيم، فوقع عليها، فولدت إسماعيل.


(١) في الأصل: "من".