للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القائم، وكان يلقب يعني الخليفة ذخيرة الدين، توفي في حياة أبيه القائم.

وكان لمحمد بن القائم لما توفي جارية اسمها أرجوان، فلما توفي محمَّد، ورأت أرجوان ما نال القائمَ من المصيبة بانقطاع نسله، ذكرت أنها حامل من محمدٍ ابنِه، فولدت عبد الله المقتدي إلى ستة أشهر من موت محمَّد، فاشتد فرحُ القائم به، وعظُم سروره، فلما بلغ المقتدي الحلمَ، جعله القائمُ وليَّ عهده، وتوفي المقتدي بأمر الله أبو القاسم عبدُ الله فجأة، يوم السبت، خامس عشر المحرم، سنة سبع وثمانين وأربع مئة، وكان عمره ثمانيا وثلاثين سنة، وثمانية أشهر، وأياماً، وخلافته تسع عشرة سنة، وخمسة أشهر، وأمُّه أمُّ ولد أرمنية تسمى: أرجوان، أدركت خلافته، وخلافةَ ابنه المستظهر بالله، وخلافة ابن ابنه المسترشد بالله.

وكان المقتدي قوي النفس، عظيم الهمة - رحمه الله -.

وصلَّى الله على سيدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.

* * *

[خلافة المستظهر بالله]

هو أبو العباس، أحمدُ بنُ المقتدي بأمر الله.

بويع له بالخلافة لما توفي المقتدي، وكان عمره ست عشرة سنة، وشهرين.

وفي أيامه، في سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة أخذ الفرنج بيت المقدس - على ما يأتي ذكره في ترجمة المستعلي بأمر الله العلوي -.