وكانت وفاة يونس في سنة خمس عشرة وثماني مئة لوفاة موسى - عليه السلام - (١).
* * *
[١٨ - ذكر أرمياء عليه السلام]
كان أرمياء يأمر بني إسرائيل بالتوبة، ويتهددهم ببختنصر، وهم لا يلتفتون إليه، فلما رأى أنهم لا يرجعون عما هم فيه، فارقهم، واختفى حتى غزاهم بختنصر، وخرَّب القدس.
ثم إن الله تعالى أوحى إلى أرمياء: أني عامر بيت المقدس، فاخرج إليها، فخرج أرمياء، وقَدِمَ إلى القدس وهي خراب، فقال في نفسه: سبحان الله! أمرني الله أن أنزل هذه البلدة، وأخبرني أنه عامرها، فمتى يعمرها؛ ومتى يحييها الله تعالى بعد موتها؛ ثم وضع رأسه فنام، ومعه حمارُه وسلَّة فيها طعام، وكان من قصته ما أخبر الله تعالى به في محكم كتابه العزيز في قوله: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ
(١) الذي في "المختصر" ذكر وفاة يوثم، وليس ذكر وفاة يونس - عليه السلام -، وقال: إن الله بعث يونس في تلك المدة. انظر: "المختصر" لأبي الفداء الحموي (١/ ٣٢).