للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنهم سمعوا في ذلك اليوم وتلك الساعة - حين جاوزوا الجبل - صوتًا يشبه صوتَ عمر: يا سارية بن حصين! الجبلَ الجبلَ، فعدلنا إليه، ففتح الله علينا.

* فضائله - رضي الله عنه -: وفضائلُه أشهرُ من أن تُذكر، وأكثر من أن تُحصر، جاهد في الله حقَّ جهاده، فجيّش الجيوش، وفتح البلاد، ومَصَّرَ الأمصار، وأعزَّ الإسلام، وأذلَّ الكفر، وهو أولُ مَنْ جمع الناسَ لصلاة التراويح، وكان متواضعًا، يشتمل بالحياء، ويحمل القِرْبة على كتفه، وأكثرُ مركوبه الإبل.

ومن عماله: سعيد بن عامر بن حكيم على حمص.

ومن عماله على المدائن: سلمان الفارسي، وكان ناسكًا زاهدًا.

* ذكر وفاته - رضي الله عنه -: ذُكر أنه خرج لصلاة الصبح في جماعة، فضربه أبو لؤلؤة غلامُ المغيرة بن شعبةَ - لما وقف يصلِّي - بخنجر برأسين، فطعنه ثلاث طعنات، إحداهن تحت سُرَّته، وهي التي قتلته، وطَعَن اثني عشر رجُلًا من أهل المسجد، فمات منهم ستة، ثم نحر نفسه بخنجره، فمات - لعنه الله -.

ولما طعنه أبو لؤلؤة، وقع على الأرض، ثم قال: أفي الناس عبدُ الرحمن بن عوف؟ قالوا: نعم يصلي بالناس، وقال لولده عبدِ الله: انظر مَنْ قتلني؟ فقال: يا أمير المؤمنين! قتلك أبو لؤلؤةَ غلامُ المغيرة ابن شعبة، فقال: الحمد لله الذي لم يجعل قتلي على يد رجُل سجدَ لله سجدةً واحدة.