للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[* ذكر غير ذلك]

قد تقدم - في خلافة ابن الزبير - تتبعُ المختار بن عبيد لقتلَةِ الحسين، وقتلهم، وقتل عُبيد الله بن زياد، ثم إن المختار أقام بالعراق إلى سنة سبع وستين فبعث إليه ابن الزبير أخاه مصعبًا فقتل المختار وملك العراق إلى سنة إحدى وسبعين، فجهز عبدُ الملك الجيوش لمحاربة مصعبِ ابن الزبير، فتلاقوا بدير الجاثليق، فقُتِل مصعب، وحُملت رأسه إلى عبد الملك، وقَتل عبدُ الملك عمرَو بنَ سعيدِ بنِ العاصِ الأشدقَ.

وبعث عبدُ الملك الحجاجَ بنَ يوسفَ إلى حرب عبد الله بن الزبير بمكة، فأتى الحجاجُ الطائفَ، فأقام بها شهورًا، ثم زحف إلى مكة، فحاصر ابنَ الزبير في هلال ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين، ودام الحصار حتى غلت الأسعار، وأصاب الناسَ مجاعةٌ.

وزاد الحَجاجُ في الحصار والقتال، ورمى الكعبةَ بالمنجنيق، فلما رمى به، أرعدت السماء وأبرقَتْ، فخاف أهل الشام من ذلك، فصاح الحَجاج بالناس: إن هذه صواعقُ تهامة، وأنا ابنها، وقام فرمى بنفسه، فزاد ذلك، حتى إن قعقعة البرق تزيد على حس الحجارة، وجاءت صاعقة تتبعها أخرى، فقتلت من أصحاب الحجاج اثني عشر رجلًا، وزاد خوفُ أهل الشام، فقال الحَجاج لأصحابه: إنهم مصيبهُم ما أصابكم، فلما أصبحوا، صعقت السماء، فقُتل بعضُ أصحاب ابن الزبير، فقال الحجاج لأصحابه: ألم أقلْ لكم إنه مصيبهُم ما أصابكم؟

وخرج ابن الزبير، فقاتل قتالًا شديدًا، وتكاثر أهل الشام ألوفًا من