للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مئة بالقلعة، وصلى عليه عز الدين بن جماعة إمامًا، وأنزل ليلة الخميس إلى المدرسة المنصورية، ودفن بها مع أبيه قلاوون - رحمهما الله تعالى -.

وكانت مدة ملكه هذه اثنتين وثلاثين سنة، وشهرين، وتسعة عشر يومًا، وهذه السلطنة الثالثة التي صفا له الوقت فيها، فكانت مدة مملكته في ولاياته الثلاثة ثلاثة وأربعين سنة، وسبعة أشهر، وتخللت بين ولاياته ولاية كتبغا، ولاجين، وبيبرس نحو خمس سنين وشهرين، فكانت المدة من حين ابتداء سلطنته إلى حين وفاته تسعًا وأربعين سنة، وتوفي وعمره ثمان وخمسون سنة.

وكان ملكًا معتبرًا، أخباره مشهورة، وكان راتبهُ من اللحم في كل يوم ستة وثلاثين ألف رطل بالمصري، وبالغ في شراء الخيل، فاشترى فرسًا بمئتي ألف درهم - رحمه الله تعالى، وعفا عنه -.

وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.

* * *

[سلطنة سيف الدين أبي بكر ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون]

هو سيف الدين أبو بكر ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون، جلس على سرير الملك ثاني يوم وفاة والده، وكان عمره نحوًا من عشرين سنة، واستمر إلى أواخر صفر، سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة، وخُلع لمَّا صدر